فائدة في قوله تعالى: (قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخرةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً)
ايها الاخ الحبيب لو تاملت في هذا النص المبارك لوجت فيه فرائد عجيبة وعوائد طيبه ترشدك الى حقيقة الدنيا وتبشرك بما عند الرحمن الرحيم انظر الى ما قاله ابن القيم ...
هذه الاية جمعت بين التزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة والحض على فعل الخير والزجر عن فعل الشر إذ قوله: (وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً) يتضمن حثهم على كسب الخير وزجرهم عن كسب الشر.
قال ابن كثير في تفسيره (قَالَ اللَّه تَعَالَى " قُلْ مَتَاع الدُّنْيَا قَلِيل وَالْآخِرَة خَيْر لِمَنْ اِتَّقَى " وَقَالَ مُجَاهِد إِنَّ هَذِهِ الْآيَة نَزَلَتْ فِي الْيَهُود رَوَاهُ اِبْن جَرِير وَقَوْله قُلْ مَتَاع الدُّنْيَا قَلِيل وَالْآخِرَة خَيْر لِمَنْ اِتَّقَى أَيْ آخِرَة الْمُتَّقِي خَيْر مِنْ دُنْيَاهُ " وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا " أَيْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ بَلْ تُوفُونَهَا أَتَمّ الْجَزَاء وَهَذِهِ تَسْلِيَة لَهُمْ عَنْ الدُّنْيَا وَتَرْغِيب لَهُمْ فِي الْآخِرَة وَتَحْرِيض لَهُمْ عَلَى الْجِهَاد . وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم : حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم الدَّوْرَقِيّ حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن مَهْدِيّ حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن زَيْد عَنْ هِشَام قَالَ : قَرَأَ الْحَسَن " قُلْ مَتَاع الدُّنْيَا" قَلِيل قَالَ : رَحِمَ اللَّه عَبْدًا صَحِبَهَا عَلَى حَسَب ذَلِكَ وَمَا الدُّنْيَا كُلّهَا أَوَّلهَا وَآخِرهَا إِلَّا كَرَجُلٍ نَامَ نَوْمَة فَرَأَى فِي مَنَامه بَعْض مَا يُحِبّ ثُمَّ اِنْتَبَهَ. وَقَالَ اِبْن مَعِين : كَانَ أَبُو مِصْهَر يُنْشِد :
وَلَا خَيْر فِي الدُّنْيَا لِمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ ... مِنْ اللَّه فِي دَار الْمَقَام نَصِيب
فَإِنْ تُعْجِب الدُّنْيَا رِجَالًا فَإِنَّهَا ... مَتَاع قَلِيل وَالزَّوَال قَرِيب
عن الحسن قال : يحشر الناس كلهم عراة ما خلا أهل الزهد . كتب إبراهيم بن أدهم إلى أخ له فجاء في كتابه : أرفض ياأخي حب الدنيا فإن حب الدنيا يعمي ويصم .
وعن عبيد بن عمير قال : الدنيا أمد والآخرة أبد.
وعن سفيان الثوري قال : كان من دعائهم : اللهم زهدنا في الدنيا ووسع علينا منها ولا تزوها عنا فترغبنا فيها .
وعن الحسن قال : إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم كانوا أكياسا عملوا صالحا وأكلوا طيبا وقدموا فضلا ولم ينافسوا أهل الدنيا في دنياهم ولم ينافسوهم في عزها ولم يجزعوا لذلها أخذوا صفوها وتركوا كدرها والله ما تعاظم في أنفسهم حسنة عملوا ولا تصغر في أنفسهم سيئة .
وقف عند هذا القول وتامل قال إبراهيم التيمي : إن من كان قبلكم كانت الدنيا مقبلة عليهم وهم يفرون منها ولهم من العزم ما لهم وإنكم تطلبون الدنيا وهي مدبرة عنكم ولكم من الأحداث ما لكم فقيسوا أمركم وأمرهم .
عن عاصم الأحول قال : بلغني أن ابن عمر سمع رجلا يقول : أين الزاهدون في الدنيا والراغبون في الآخرة ؟ فأراه قبر النبي صلى الله عليه و سلم و أبي بكر وعمر وقال : عن هؤلاء تسأل .
فايا اخي اعرض عن الدنيا وجعلها مرحلة عبور الى الاخرة ناجحة؛ وتجارة مع ربك نافعة؛ وعمل لاخرتك واجتهد بذلك وكن في الدنيا كعابر السبيل.
واياك ان تغرك الدنيا فان الركون لها مهلكة والصد عنها نجاة واجعل قدوتك نبيك عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام وسلفك الصالح رحمهم الله تعالى ....
جمع وترتيب يوسف طه الفهداوي بتصرف .
ايها الاخ الحبيب لو تاملت في هذا النص المبارك لوجت فيه فرائد عجيبة وعوائد طيبه ترشدك الى حقيقة الدنيا وتبشرك بما عند الرحمن الرحيم انظر الى ما قاله ابن القيم ...
هذه الاية جمعت بين التزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة والحض على فعل الخير والزجر عن فعل الشر إذ قوله: (وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً) يتضمن حثهم على كسب الخير وزجرهم عن كسب الشر.
قال ابن كثير في تفسيره (قَالَ اللَّه تَعَالَى " قُلْ مَتَاع الدُّنْيَا قَلِيل وَالْآخِرَة خَيْر لِمَنْ اِتَّقَى " وَقَالَ مُجَاهِد إِنَّ هَذِهِ الْآيَة نَزَلَتْ فِي الْيَهُود رَوَاهُ اِبْن جَرِير وَقَوْله قُلْ مَتَاع الدُّنْيَا قَلِيل وَالْآخِرَة خَيْر لِمَنْ اِتَّقَى أَيْ آخِرَة الْمُتَّقِي خَيْر مِنْ دُنْيَاهُ " وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا " أَيْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ بَلْ تُوفُونَهَا أَتَمّ الْجَزَاء وَهَذِهِ تَسْلِيَة لَهُمْ عَنْ الدُّنْيَا وَتَرْغِيب لَهُمْ فِي الْآخِرَة وَتَحْرِيض لَهُمْ عَلَى الْجِهَاد . وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم : حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم الدَّوْرَقِيّ حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن مَهْدِيّ حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن زَيْد عَنْ هِشَام قَالَ : قَرَأَ الْحَسَن " قُلْ مَتَاع الدُّنْيَا" قَلِيل قَالَ : رَحِمَ اللَّه عَبْدًا صَحِبَهَا عَلَى حَسَب ذَلِكَ وَمَا الدُّنْيَا كُلّهَا أَوَّلهَا وَآخِرهَا إِلَّا كَرَجُلٍ نَامَ نَوْمَة فَرَأَى فِي مَنَامه بَعْض مَا يُحِبّ ثُمَّ اِنْتَبَهَ. وَقَالَ اِبْن مَعِين : كَانَ أَبُو مِصْهَر يُنْشِد :
وَلَا خَيْر فِي الدُّنْيَا لِمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ ... مِنْ اللَّه فِي دَار الْمَقَام نَصِيب
فَإِنْ تُعْجِب الدُّنْيَا رِجَالًا فَإِنَّهَا ... مَتَاع قَلِيل وَالزَّوَال قَرِيب
عن الحسن قال : يحشر الناس كلهم عراة ما خلا أهل الزهد . كتب إبراهيم بن أدهم إلى أخ له فجاء في كتابه : أرفض ياأخي حب الدنيا فإن حب الدنيا يعمي ويصم .
وعن عبيد بن عمير قال : الدنيا أمد والآخرة أبد.
وعن سفيان الثوري قال : كان من دعائهم : اللهم زهدنا في الدنيا ووسع علينا منها ولا تزوها عنا فترغبنا فيها .
وعن الحسن قال : إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم كانوا أكياسا عملوا صالحا وأكلوا طيبا وقدموا فضلا ولم ينافسوا أهل الدنيا في دنياهم ولم ينافسوهم في عزها ولم يجزعوا لذلها أخذوا صفوها وتركوا كدرها والله ما تعاظم في أنفسهم حسنة عملوا ولا تصغر في أنفسهم سيئة .
وقف عند هذا القول وتامل قال إبراهيم التيمي : إن من كان قبلكم كانت الدنيا مقبلة عليهم وهم يفرون منها ولهم من العزم ما لهم وإنكم تطلبون الدنيا وهي مدبرة عنكم ولكم من الأحداث ما لكم فقيسوا أمركم وأمرهم .
عن عاصم الأحول قال : بلغني أن ابن عمر سمع رجلا يقول : أين الزاهدون في الدنيا والراغبون في الآخرة ؟ فأراه قبر النبي صلى الله عليه و سلم و أبي بكر وعمر وقال : عن هؤلاء تسأل .
فايا اخي اعرض عن الدنيا وجعلها مرحلة عبور الى الاخرة ناجحة؛ وتجارة مع ربك نافعة؛ وعمل لاخرتك واجتهد بذلك وكن في الدنيا كعابر السبيل.
واياك ان تغرك الدنيا فان الركون لها مهلكة والصد عنها نجاة واجعل قدوتك نبيك عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام وسلفك الصالح رحمهم الله تعالى ....
جمع وترتيب يوسف طه الفهداوي بتصرف .
إرسال تعليق