حديث (مَنْ يَكُنْ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ)
أخرج ابن ابي الدنيا في قضاء
الحاجات: 54/ 47 قال: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا
أَبُو عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي
أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زَبَالَةَ،
حَدَّثَنِي الْمُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ يَكُنْ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ»
وهو حديث لا يصح لوجود مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زَبَالَةَ وهذا الراوي منهم مَن (كذبه ومهم من قال متروك الحديث).
قال ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ: (4654): حَدِيث: من يكن فِي حَاجَة
أَخِيه، يكن الله فِي حَاجته. رَوَاهُ الْمُنْكَدر بن مُحَمَّد بن
الْمُنْكَدر: عَن أَبِيه، عَن الْحسن بن أبي الْحسن، عَن جَابر. والمنكدر
لَيْسَ بِشَيْء.
والحديث صححه الشيخ الالباني رحمه الله في السلسلة
الصحيحة (2361) وقال: قلت (أي الشيخ الالباني): لكن الحديث صحيح، فإن له
شاهدا من حديث ابن عمر، سبق تخريجه برقم (504) وهو متفق عليه. وشاهد آخر من
حديث مسلمة بن مخلد مرفوعا به. أخرجه أحمد (4 / 104) من طريق ابن جريج عن
ابن المنكدر عن أبي أيوب عن مسلمة بن مخلد مرفوعا. فهذا هو المحفوظ عن محمد
بن المنكدر. ورجاله ثقات رجال الشيخين.
قلت: والثابت في هذا الحديث ما
اخرجه البخاري (2442) ومسلم (2580) من طريق ابن عمر رضي الله عنه: "
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ،
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ سَالِمًا أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ
عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ لاَ
يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ
اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ
اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ
مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ»" .
ولو انا اكتفينا
بما صححه البخاري ومسلم بالحديث الساطع اللامع النقي الصافي لكان خير من
تصحيح حديث في سنده من هو متهم بالكذب إذ ان هذا الامر سيفتح أبواب كبيرة
تصصح فيها أحاديث مكذوبه وضعيفه أعلها نجوم عصر الرواية وهذه التصحيحات ما
تزيد الامة الا أفتراقأً وتمزقاً ومن لا يسعه تصحيحات وإعلالات عصر الرواية
لايسعه غيرها وستجده كل يوم بوادي تائهاً حيراناً.
أبو فرقد يوسف بن طه الشمري
1/ ربيع الاول 1439 هـ
إرسال تعليق