iqraaPostsStyle6/recent/3/{"cat": false}

سلسلة تحذير الأنام (10) وجوب التزام منهج السلف

الكاتب: يوسف طه السعيدتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق

 

وجوب التزام منهج السلف

لا يزال علماء أهل السنة والجماعة في كل عَصر ومِصر متمسكين بكتاب ربهم -جل جلاه- وسنة نبيهم -صلى الله عليه وسلم-، آمرين باتباع السلف الصالح -رضوان الله عليهم-ن حاثين على التزام ما قرروه، مبتعدين من خالف وانحرف وابتدع. وحين سُئل الإمام أبو حنيفة -رحمه الله- (ت 150): ما تقول فيما أحدث الناس من الكلام في الأعراض والأجسام؟ فقال: "مقالات الفلاسفة! عليك بالأثر وطريقة السلف، وإياك وكل محدثة فإنها بدعة"([1]).

وقال الإمام الأوزاعي -رحمه الله- (ت 157): "عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوها لك بالقول"([2]). وقال -رحمه الله-: "اصبر نفسك على السنة، وقِفْ حيث وقف القوم، وقل فيما قالوا، وكف عما كفوا عنه، واسلك سبيل سلفِك الصالح، فإنه يسعُك ما وسِعهم"([3]).

ويقول الإمام القاسم بن سلام -رحمه الله- (ت 224) متعجبًا: "أي شيء يُتبَع بعد كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ومنهاج السلف بعده الذين هم موضع القدوة والإمامة؟!"([4]).

ويقول الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- (ت 241): "ولا نتعدى الأثر والاتباع؛ فالاتباع لرسول الله ومِن بعدَه لأصحابه.. فعلينا الاتباع لما مضى عليه سلفنا ونقتدي بهم"([5]).

وقال الإمام أبو داود السجستاني -رحمه الله- (ت 275): "أسأل الله أن يمن علينا وعليكم بلزوم السنة والاقتداء بالسلف الصالح"([6]).

وذكر الإمام أبو بكر الخلال -رحمه الله- (ت 311) نصيحة شيوخه ببغداد وفيها: "اتقى رجل ربه ونظر لنفسه فأحسن لها الاختيار -إذ كانت أعز النفوس عليه وأولاها منه بذلك- بلزوم الاتباع لصالح سلفه من أهل العلم والدين والورع؛ فاقتدى بفعالهم وجعلهم حجة بينه وبين الله -عز وجل-، وقلدهم من دينه ما تحملوا له من ذلك"([7]).

وقال الإمام الآجرِّي -رحمه الله- (ت 360): "نأمر بحفظ السنن عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وسنن أصحابه -رضي الله عنهم-، والتابعين لهم بإحسان، وقول أئمة المسلمين مثل: مالك بن أنس والأوزاعي وسفيان الثوري وابن المبارك وأمثالهم، والشافعي وأحمد بن حنبل والقاسم بن سلام، ومن كان على طريقة هؤلاء من العلماء -رضي الله عنهم-، وننبذ مَن سواهم... هكذا أدبنا من مضى من سلفنا"([8]).

وقال -رحمه الله-: "اسلكوا طريق مَن سلف مِن أئمتكم يستقم لكم الأمر الرشيد، وتكونوا على المحجة الواضحة -إن شاء الله تعالى-"([9]) وغير ذلك الكثير.

وقد صنف أبو إسماعيل عبد الله بن محمد بن علي الأنصاري الهروي من ذرية أبي أيوب الانصاري، شيخ خراسان في عصره، من كبار الحنابلة، الذي كان بارعاً في اللغة، حافظاً للحديث، عارفاً بالتاريخ والأنساب، كان مظهراً للسنة داعيا إليها، والذي امتحن وأوذي وسمع يقول: «عرضت على السيف خمس مرات، لا يقال لي ارجع عن مذهبك، لكن يقال لي اسكت عمن خالفك، فأقول: لا أسكت". وكتابه (ذم الكلام وأهله) حجة على أهل الكلام. وكذلك أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي المقرئ (ت: 454هـ)، الذي جمع أحاديث في ذم الكلام وأهله انتخبها الإمام أبو الفضل المقرئ من ردِّ أبي عبد الرحمن السلمي على أهل الكلام. وغيرهم ممن صنف في هذا الباب ولم يتركوا هذا الثغر بل وقف أهل السنة والحديث بوجه هذه التيارات، وردوها نقلاً وعقلاً وواقعاً.

 

جمع وترتيب وتعليق

يوسف طه السعيد



([1]) انظر: "ذم الكلام وأهله: 5/ (207).

([2]) انظر: "الشريعة" للآجري: 67.

([3]) انظر: "ذم الكلام وأهله": 5/ (117).

([4]) انظر: "الإيمان" للقاسم بن سلام: 19.

([5]) انظر: " السنة للخلال" :2/ (402).

([6]) انظر: " السنة" للخلال: 1/ (263).

([7]) انظر: " السنة" للخلال: 1/ (226).

([8]) انظر: "الشريعة": 71.

([9]) انظر: "الشريعة": 83.

التصنيفات

شارك المقال لتنفع به غيرك

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

224647537720518772

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث