الحثُّ على الصدقةِ ولو بِشقِّ تمرةٍ
الحث
على الصدقة ولو بشق تمرة
أخرج
البخاري بسنده عن مُحِلُّ بْنُ خَلِيفَةَ الطَّائِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَدِيَّ
بْنَ حَاتِمٍ رضي الله عنه، يَقُولُ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَهُ رَجُلاَنِ أَحَدُهُمَا يَشْكُو العَيْلَةَ،
وَالآخَرُ يَشْكُو قَطْعَ السَّبِيلِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم: " أَمَّا قَطْعُ السَّبِيلِ: فَإِنَّهُ لاَ يَأْتِي عَلَيْكَ إِلَّا
قَلِيلٌ، حَتَّى تَخْرُجَ العِيرُ إِلَى مَكَّةَ بِغَيْرِ خَفِيرٍ، وَأَمَّا
العَيْلَةُ: فَإِنَّ السَّاعَةَ لاَ تَقُومُ، حَتَّى يَطُوفَ أَحَدُكُمْ
بِصَدَقَتِهِ، لاَ يَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهَا مِنْهُ، ثُمَّ لَيَقِفَنَّ أَحَدُكُمْ
بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ حِجَابٌ وَلاَ تَرْجُمَانٌ
يُتَرْجِمُ لَهُ، ثُمَّ لَيَقُولَنَّ لَهُ: أَلَمْ أُوتِكَ مَالًا؟
فَلَيَقُولَنَّ: بَلَى، ثُمَّ لَيَقُولَنَّ أَلَمْ أُرْسِلْ إِلَيْكَ رَسُولًا؟
فَلَيَقُولَنَّ: بَلَى، فَيَنْظُرُ عَنْ يَمِينِهِ فَلاَ يَرَى إِلَّا النَّارَ،
ثُمَّ يَنْظُرُ عَنْ شِمَالِهِ فَلاَ يَرَى إِلَّا النَّارَ، فَلْيَتَّقِيَنَّ
أَحَدُكُمُ النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ
طَيِّبَةٍ ([1]).
وأخرج
الإمام الطبراني في المعجم الأوسط قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ
قَالَ: حدثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حدثنا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَبَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، عَنْ
عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:(يُوشِكُ
الرَّجُلُ أَنْ يُهِمَّهُ، مَنْ أَنْ يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ مِنْهُ، فَلَا يَجِدْهُ)
([2]).
والحديث
إسناده ضعيف لتدليس مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، فقد عنعن، وتدليسه شديد ولم أجد له
رواية يصرح فيها بالسماع.
من
فوائد الحديثين:
1- من لطائف إسناد البخاري أن فِيهِ التحديث
بِصِيغَة الْجمع فِي أَرْبَعَة مَوَاضِع وَفِيه الْإِخْبَار بِصِيغَة الْجمع فِي
مَوضِع وَاحِد، وَفِيه السماع، وَفِيه القَوْل فِي موضِعين، وَفِيه أَن شَيْخه
بخاري وَمن أَفْرَاده، وَفِيه أَن شيخ شَيْخه شَيْخه أَيْضاً لِأَنَّهُ روى عَنهُ
وَأَنه بَصرِي وَأَن سَعْدَان من أَفْرَاده وَأَنه كُوفِي وَأَن لفظ سَعْدَان لقبه
واسْمه سعدوان أَبَا مُجَاهِد أَيْضا من أَفْرَاده، وَأَنه طائي وَأَن مَحل بن
خَليفَة كُوفِي وَأَنه من أَفْرَاده. قَالَ الْكرْمَانِي وجده عدي بن حَاتِم أن
فيه ثلاثة طائيين (أبو مجاهد) اسمه سعد الطائي (محل) بضم الميم وكسر المهملة وشدة
اللام (ابن خليفة الطائي) الكوفي وجده (عدي بن حاتم) الجواد ابن الجواد([1]).
2- قوله: (فَجَاءَهُ رَجُلاَنِ أَحَدُهُمَا
يَشْكُو العَيْلَةَ)، والعيلة يعني: الفقر والفاقة. قال تعالى:(وَإِنْ خِفْتُمْ
عَيْلَةً)([2]).
3- وقوله: (وَالآخَرُ يَشْكُو قَطْعَ
السَّبِيلِ) قال ابن حجر([3]): (والآخر يشكو قطع السبيل) أي "الطريق" من
طائفة يترصدون في المكامن لأخذ مال أو لقتل أو إرعاب مكابرة اعتمادًا على الشوكة
مع البعد عن الغوث)([4]).
4- قوله: (أَمَّا قَطْعُ السَّبِيلِ: فَإِنَّهُ
لاَ يَأْتِي عَلَيْكَ إِلَّا قَلِيلٌ، حَتَّى تَخْرُجَ العِيرُ إِلَى مَكَّةَ
بِغَيْرِ خَفِير)، بشارة منهr على
انتشار الإسلام وتوسع رقعته، واستحلال الأمن حتى تخرج القوافل من البلدان قاصدة
مكة حماها الله من غير أن تخاف قطع الطريق.
5-
(الخفير): هو المجير الذي يكون القوم في ضمانه وذمته([5]) ، والمراد منه حتى تخرج
القافلة من الشام والعراق ونحوهما إلى مكة بغير البدرقة([6]). أي: من يحمي سالك
الطريق ويجيره ممن يريده بسوء.
6- ومما يستفاد منه أَنّ الصدقة أمر الله تعالى
بها في أكثر من موضع في القرآن الكريم، بين فيها وجوب إِخراج الصدقة، وبيان أجرها،
ورفع منزلة فاعلها، فأما وجوبها فقد قال الله تعالى عنه: (آمِنُوا بِاللَّهِ
وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ
آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ)([7]). وقال تعالى:( وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ
مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا
أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ)ﱡ([8]).
7- قوله (فليتقين أحدكم النار ولو بشق تمرة)
وفيه الحض على القليل من الصدقة. قال المظهري([9]): "يعني: ادفعوا النارَ عن
أنفسكم بالخيرات من الصدقات والصيام وغير ذلك. "ولو بشق تمرة"؛ يعني:
بنصف تمرة تتصدَّقون به؛ فإن الصدقةَ تدفع النارَ، وإن كانت قليلةً". وقال:
"وإن كانت تلك الصدقةُ شيئًا قليلاً، لا ينبغي لها أن تستحي من الصدقة بشيء
قليلٍ، فإن الله تعالى يقبَل القليلَ، ويَجزِي به جزاءً كثيرًا"([10]). قال
الباحث: وان الله تعالى محاسبنا على الذرة فقال تعالى:(فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ
ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ)([11]).
8-
ذم اللهُ تعالى الذي يلمزون المؤمنين قال تعالى :( الَّذِينَ يَلْمِزُونَ
الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ
إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ
عَذَابٌ أَلِيمٌ)([12]). قال ابن كثير: (وهذه أيضاً من صفات المنافقين: لا يسلم
أحد من عيبهم ولمزهم في جميع الأحوال، حتى ولا المتصدقون يسلمون منهم، إن جاء أحد
منهم بمال جزيل قالوا: هذا مراء، وإن جاء بشيء يسير قالوا: إن الله لغني عن صدقة
هذا)([13]).
9-
قوله: (حتى يطوف أحدكم بصدقته، لا يجد مَنْ يقبلها منه). وفيه الحث على المبادرة
إلى إخراج الصدقات، وانتهاز الفرصة المناسبة لِإخراجها، وعدم التباطؤ بها، والحرص
على إخراجها عند مسيس حاجة الخلق إليها، والتحذير من التسويف بها، لأنه قد يكون
التأخير سبباً في عدم وجود من يقبلها، يدور بها فلا يجد فقيراً يقبلها منه لكثرة
المال عند الناس، وعدم حاجتهم إليه، ولهذا قال الفقهاء: يجب إخراج الزكاة فوراً،
ويحرم تأخيرها عن وقتها إلاّ لعذر شرعي ([14]).
10- للعلماء خلاف في زمن وقوع هذا الأمر وهو
كثرة المال وأمن الطريق، وانعدام وجود الفقراء من الحديث إلى قولين:
القول
الأول: أَنها وقعت في حياة عدي رضي الله عنه فوقع قسم منها، وتحقق القسم الآخر في
زمن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه.
القول
الثاني: أَنها ستكون آخر الزمان ([15]) عند نزول عيسى عليه السلام حيث يفيض المال.
11- وقوله: (فإن لم يجد فبكلمة طيبة) أي ان لم
تجد ما تدفعه صدقة تتقرب بها الى الله تعالى، وتدفع بها النار عن وجهك فبكلمة
طيبة، قال ابن بطال: "حض أيضًا على أن لا يحقر شيئًا من الخير بالقول والفعل،
وإن قَلَّ ذلك، وإذا كانت الكلمة الطيبة يتقى بها النار، فالكلمة الخبيثة يستوجب
بها النار" ([16]). وقال الإمام النووي: "فيه أن الكلمة الطيبة سبب
للنجاة من النار، وهي الكلمة التي فيها تطيِّب قلب إنسان إذا كانت مباحة أو
طاعة"([17]). وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي ([18]): "والكلمة الطيبة
تشمل النصيحة للخلق بتعليمهم ما يجهلون، وإرشادهم إلى مصالحهم الدينية والدنيوية.
وتشمل الكلام المسر للقلوب، الشارح للصدور، المقارن للبشاشة والبشر، وتشمل الذكر
لله والثناء عليه، وذكر أحكامه وشرائعه. فكل كلام يقرب إلى الله ويحصل به النفع
لعباد الله. فهو داخل في الكلمة الطيبة"([19]).
12- ولأهمية الموضوع أوردتُ جمعاً من الآيات
والأحاديث في الصدقة، وما لها من فوائد دنيوية وأُخروية نذكر منها:
- تطفئ غضب الله تعالى وتعالى كما في قوله
عليه الصلاة والسلام: (إن صدقة السر تطفئ غضب الرب تبارك وتعالى)([20]).
- وأنها تمحو الخطيئة، وتذهب نارها روى الإمام
أحمد في مسنده قوله عليه الصلاة والسلام (الصَّدَقةُ تُطْفِئُ الخَطيئةَ كما يُطفئ
الماءُ النَّارَ) ([21]).
- وان الصدقة تدفع ميتة السوء، أخرج الإمام
الترمذي من حديث أنس بن مالك قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ
الصَّدَقَةَ لَتُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ وَتَدْفَعُ مِيتَةَ السُّوءِ) ([22]).
- وأَن الصدقةُ تُزيل الذنوبَ وتُذهِب بها،
قال الله تعالى:(وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ
اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى
لِلذَّاكِرِينَ)([23]).
- وإنها تُكسي وتُطعم وتُسقي صاحبها يوم
القيامة، أخرج أبو داود من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال: (أَيُّمَا مُسلِمٍ كَسَا مُسلِمًا ثَوبًا عَلى عُريٍ، كَساهُ
اللَّهُ مِن خُضْرِ الجَنَّةِ، وَأَيُّمَا مُسلِمٍ أَطعمَ مُسلِمًا عَلى جُوعٍ،
أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِن ثمارِ الجَنَّةِ، وَأَيُّمَا مُسلِمٍ سَقَى مُسلِمًا عَلَى
ظَمَإٍ، سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الرَّحيقِ الْمَخْتُومِ)([24]).
- أن المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة كما جاء
في حديث عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كل أمرئ في
ظل صدقته، حتى يُقضى بين الناس. قال يزيد: فكان أبو مرثد لا يخطئه يوم إلا تصدق
فيه بشيء ولو كعكة أو بصلة) ([25]).
- أن صاحبها من السبعة الذين يظلهم الله في
ظله يوم لا ظل إلا ظله لقوله عليه الصلاة والسلام: (رجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى
لا تعلم شماله ما تنفق يمينه) ([26]).
- أن المتصدق المنفق يدعو له الملك كل يوم
بخلاف الممسك وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم:(ما من يوم يصبح العباد فيه إلا
ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط
ممسكاً تلفاً) ([27]).
- أن صاحب الصدقة يبارك له في ماله كما أخبر
صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله: (ما نقصت صدقة من مال) ([28]).
- أن الله يضاعف للمتصدق أجره قال تعالى:(
إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا
يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ)([29])، وقال تعالى:(مَنْ ذَا الَّذِي
يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً
وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) ([30]).
- إن كانت الصدقة جارية فإن أجرها يستمر مع
العبد بعد وفاته قال صلى الله عليه وسلم: (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من
ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) ([31]).
- أنَّ الصدقة مطهرة للمال الذي خالطه اللغو،
والحلف، والكذب، والغفلة فقد كان النَّبي صلى الله عليه وسلم يوصي التَّجار
بقوله:(يا معشر التجار، إنَّ هذا البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة)
([32]).
- إن أفضل الصدقة في الجهاد في سبيل الله ما
كان في وقت الحاجة والعوز، أمَّا ما كان في وقت كفاية وانتصار للمسلمين فلا شك أن
في ذلك خيراً ولكن لا يتساوى ولا يعدل الأجر في الحالة الأولى قال تعالى:(وَمَا
لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ
وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ
وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ
خَبِيرٌ)([33])، ومعلوم إن الذي ينفق ويقاتل والعقيدة مطاردة، والأنصار قلة، ولا
يرجوا لقاء صدقته إلا نصرة الدين والذود عن بيضته، غير الذي ينفق، ويقاتل،
والعقيدة آمنة، والأنصار كثرةٌ، والنصر والغلبة والفوز والعز للمسلم الموحد.
- أن الصدقة لا تنحصر في المال، وإنما في
غيرها من أعمال البر، أخرج أبو داود وأحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(كلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقةٌ) ([34])، وأخرج الإمام أحمد من حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ
اللهِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ
مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ، وَإِنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ
طَلْقٍ، وَأَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ أَخِيكَ) ([35]). والمعروف: هو
كلُّ ما فيه رضا الله تعالى من الأفعال والأقوال. وأخرج البخاري من حديث أبي هريرة
رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل سلامى من الناس عليه
صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس، يعدل بين الاثنين صدقة، ويعين الرجل على دابته فيحمل
عليها، أو يرفع عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة يخطوها إلى
الصلاة صدقة، ويميط الأذى عن الطريق صدقة)([36]). وأخرج الإمام البخاري من حديث
أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (من أنفق زوجين في
سبيل الله، نودي من أبواب الجنة: يا عبدَ الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي
من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام
دعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة "، فقال أبو بكر
رضي الله عنه: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة،
فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها، قال: (نعم وأرجو أن تكون منهم).([37]) وختام
ذلك كله أنَّ الصدقة دليلٌ على صدق العبد وإيمانه كما في قوله صلى الله عليه وسلم: (والصدقة برهان) ([38]).
يوسف
طه السعيد
المراجع:
([1])
انظر: عمدة القاري: 8/ (273).
([2])
سورة التوبة: من الآية: (28).
([3])
انظر: إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري: 3/17، (1413).
([4])
المصدر السابق.
([5])
انظر: الصحاح تاج اللغة: 2/(648).
([6])
انظر: المغرب في ترتيب المعرب: (37).
([7])
سورة الحديد: الآية: (7).
([8])
سورة المنافقون: الآية: (10).
([9])
الحسين بن محمود بن الحسن، مظهر الدين الزَّيدَانيُّ الكوفي الضَّريرُ المشهورُ
بالمُظْهِري (ت727ه). ينظر: الأعلام للزركلي:2/ (295).
([10])
انظر: المصدر
([11])
سورة الزلزلة: من الآية: (7).
([12])
سورة التوبة: الآية: (79).
([13])
انظر: تفسير ابن كثير: 4/ (184).
([14])
انظر: منار القاري: 3/16، (543).
([15])
انظر: كوثَر المَعَاني الدَّرَارِي: 12/ (257).
([16])
انظر: شرح صحيح البخاري لابن بطال: 3/ (414).
([17])
انظر: المنهاج شرح صحيح مسلم:7/ (101).
([18])
عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السَّعدي (ت 1376هـ). عالم ومفسّر سعودي ولد في
القصيم بالمملكة العربية السعودية. ينظر: الموسوعة العربية العالمية http://www.mawsoah.net.
([19])
انظر: بهجة قلوب الأبرار:1/ (182).
([20])
أخرجه: الطبراني في المعجم الأوسط: 3/ 378، (3450) من طريق بَهْزِ بن حكيم، عن
أبيه، عن جده.
([22])
أخرجه: الترمذي في جامعه، 2/ 45، (664) من طريق يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أنس بن
مالك رضي الله عنه.
([23])
سورة هود: من الآية: (114).
([24])
أخرجه: أبو داود في سننه، 2/ 130، (1682) من طريق نُبَيْحٍ عن أبي سعيد الخدري رضي
الله عنه.
([25])
انظر: موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان: (718).
([26])
أخرجه البخاري في صحيحه، 1/133، (660)؛ وأخرجه مسلم في صحيحه، 2/715، (1031) من
طريق خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
([27])
أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الزكاة، باب قول الله تعالى: ﱡفأما من أعطى واتقى،
وصدق بالحسنى، فسنيسره لليسرى، وأما من بخل واستغنى، وكذب بالحسنى، فسنيسره
للعسرى﴾ (الليل: 6) (اللهم أعط منفق مال خلفا): 2/155، (1442)؛ ومسلم في صحيحه،
كتاب الزكاة، باب في المنفق والممسك، 2/700، (1010) من طريق معاوية بن أبي مزرد،
عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
([28])
أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب البر والصلة والآداب، باب استحباب العفو والتواضع، 4/
2001، (2588) من طريق العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
([29])
سورة الحديد: الآية: (18).
([30])
سورة البقرة: الآية: (245).
([31])
أخرجه مسلم في صحيحه، 3/1255، (1631) من طريق العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي
الله عنه.
([32])
أخرجه أحمد في مسنده: 26/ 58، (16135)؛ والنسائي في السنن الكبرى، 4/ 445، (4720)
من طريق أبي وائل، عن قيس بن أبي غرزة رضي الله عنه.
([33])
سورة الحديد: الآية: (10).
([34])
أخرجه أبو داود في سننه، 4/ 287، (4947)؛ وأحمد في مسنده: 31/ 38، (18741).
([35])
أخرجه أحمد في مسنده: 23/ 161، (14877) من طريق محمد بن المنكدر، عن أبيه، عن جابر
بن عبد الله رضي الله عنه.
([36])
أخرجه البخاري في صحيحه، 4/56، (2989) من طريق معمر، عن همام، عن أبي هريرة رضي
الله عنه.
([37])
أخرجه البخاري في صحيحه، 3/25، (1897) من طريق ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن،
عن أبي هريرة رضي الله عنه.
([38])
أخرجه مسلم في صحيحه، 1/203، (223) من طريق يحيى، أن زيدا، حدثه أن أبا سلام، حدثه
عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه.
([1])
أخرجه: البخاري في صحيحه، 2/108، (1413) من طريق أبو مجاهد قال: حدثنا محل بن
خليفة الطائي قال: سمعت عدي بن حاتم رضي الله عنه.
([2])
أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط:(600) من طريق أحمد بن القاسم قال: حدثنا سعيد بن
سليمان قال: حدثنا مبارك بن فضالة، عن محمد بن سيرين، وبكر بن عبد الله المزني، عن
عدي بن حاتم رضي الله عنه.
إرسال تعليق