فرق
ومذاهب / تعريف المقالة
المقالة لغة: مصدر على وزن (مَفْعَلَة) مأخوذة
من القول، يقال: قال، يَقُولُ، قَوْلاً، وقِيلاً، وقَوْلَةً، ومَقَالاً، ومَقَالةً([1]). قال
الفيروزآبادى: "القول: في الخير، والقال والقيل والقالة: في الشر، أو القول
مصدر، والقيل والقال اسمان له، أو قال قولاً وقيلاً وقولة ومقالة ومقالاً"([2])
، ثم قال: " ... فأما تجوزهم في تسميتهم الاعتقادات والآراء قَوْلاً، فلأن
الاعتقاد يخفى فلا يعرف إلا بالقول، أو بما يقوم مقام القول من شاهد الحال، فلما
كانت لا تظهر إلا بالقول إذ كانت سبباً له، وكان القول دليلاً عليها، كما يُسمَّى
الشيء باسم غيره إذا كان ملابساً له وكان القول دليلاً عليه"([3]).
المقالة اصطلاحاً
جاء في
المعجم الوسيط: "المقالة: القول، والمذهب، وبحث قصير في العلم أو الأدب أو
السياسة أو الاجتماع ينشر في صحيفة أو مجلة"([4])،
وقال طاش كبري زاده في تعريفه للمقالات: "علم مقالات الفرق: هو علم باحث عن
ضبط المذاهب الباطلة المتعلقة بالاعتقادات الإلهية، وهي على ما أخبر به نبينا محمد
صلى الله عليه وسلم عن هذه الأمة، اثنتان وسبعون فرقة. وموضوعه وغايته وغرضه
ومنفعته ظاهرة جداً"([5])،
وهذا التعريف فيه نظر، ولعلي أُخالفه فيه، إذ المقالات لم تقتصر على إيراد آراء
المبتدعة وحدهم، ولم تقتصر على نقل آراء المذاهب الباطلة والمتعلقة بالاعتقادات
الإلهية فقط، وإنما نقلت جميع آراء الناس صحيحها وباطلها، وكذلك المذاهب.
فعلم
المقالات علمٌ خاصٌ يتناول المذاهب والفِرق من حيث نشأتها الأولى وتطورها وأعلامها
وآرائها وما حصل ضمن الفرقة الواحدة من اختلافات وانقسامات وغلو واعتدال، وما آلت
إليه تلك الفرق، وبما تأثرت وبمن أثّرت.
وكتبه
يوسف طه السعيد
إرسال تعليق