تعريف القران الكريم
الحمد
لله
حرص
الصحابة على تلقي القرآن الكريم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وحفظه وفهمه،
وكان ذلك شرفًا لهم.
عن أنس
رضي الله عنه قال: "كان الرجل منا إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا"
أي عَظُم.
وحرصوا
كذلك على العمل به والوقوف عند أحكامه وبقي الاعتناء به حتى صاروا إلى تصنيف
العلوم فيه ومما صُنف في هذا الباب ما يُطلق عند العلماء بـ (علوم القران).
يُعرف
القران الكريم بأنه: "كلام الله، المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم المتعبد
بتلاوته"، المبدوء بسورة الفاتحة المختوم بسورة الناس.
فـ
"الكلام" جنس في التعريف، يشمل كل كلام، وإضافته إلى "الله"
يُخْرِجُ كلام غيره من الإنس والجن والملائكة.
وكذلك
اثبات صفة الكلام لله تعالى، وأنه تعالى يتكلم متى شاء بما شاء كيف شاء من غير
تحريف ولا تعطيل ولا تأويل ولا تشبيه وتكييف ولا تمثيل {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ
وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
و"المنزَّل"
يُخْرِج كلام الله الذي استأثر به سبحانه: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا
لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي
وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا}، {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ
أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ
كَلِمَاتُ اللَّه}.
وتقييد
المنزَّل بكونه "على محمد، صلى الله عليه وسلم" يُخرج ما أُنْزِلَ على
الأنبياء قبله كالتوراة والإنجيل وغيرهما.
و"المتعبد
بتلاوته" يُخرج قراءات الآحاد، والأحاديث القدسية -إن قلنا إنها منزَّلة من
عند الله بألفاظها- لأن التعبد بتلاوته معناه الأمر بقراءته في الصلاة وغيرها على
وجه العبادة، وليست قراءة الآحاد والأحاديث القدسية كذلك.
يوسف طه السعيد
إرسال تعليق