تعريف العقيدة
لما كانت
العقيدة الصحيحة هي أصل دين الإسلام، وأساس الملة، ومعلوم أن معرفتها تكون بالأدلة
الشرعية من الكتاب والسنة، وأن الأعمال والأقوال إنما تصح وتقبل بالعقيدة الصحيحة،
فإن كانت العقيدة غير صحيحة بطل ما يتفرع عنها من أعمال وأقوال لقوله تعالى:
{وَمَنْ
يَكْفُرْ بِالأِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ
الْخَاسِرِينَ} (المائدة:5)
وقال
تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ
أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (الزمر:65)
والآيات
في هذا المعنى كثيرة.
وقد دل
كتاب الله المبين، وسنة رسوله الأمين عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم على أن
العقيدة الصحيحة تتلخص في الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر،
وبالقدر خيره وشره؛
العقيدة
لغة: مصدر مِن اعتَقَد يعتقدُ اعتقادًا وعقيدة، مأخوذٌ من العَقد، وهو: الرَّبط
والشدُّ بقوَّة وإحْكام، ونحو ذلك ممَّا فيه توثُّق وجزم؛ ولذا يُطلَق العقد على
البيع والعهد والنِّكاح واليمين ونحوهما من المواثيق والعُقود؛ لارتباط كلٍّ من
الطرفين بهذا العقد عُرفًا وشَرعًا، إلى غير ذلك ممَّا يجبُ الوَفاء به؛ قال
تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ﴾ [المائدة: 1].
والعقيدة
في الاصطلاح: هي ما ينعَقِدُ عليه قلبُ المرء ويجزمُ به ويتَّخذه دينًا ومَذهبًا؛
بحيث لا يتطرَّق إليه الشكُّ فيه، فهي حُكم الذهن الجازم أو ما ينعَقِدُ عليه
الضمير، أو الإيمان الجازم الذي يترتَّب عليه القَصد والقول والعمل بمُقتَضاه.
يوسف طه السعيد
إرسال تعليق