iqraaPostsStyle6/recent/3/{"cat": false}

ما يُكره من الكلام

الكاتب: يوسف طه السعيدتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق

 

ما يُكره من الكلام

قال ابْنُ الْمُبَارَكِ في الزهد والرقائق: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: (إِنَّ أَيْمَنَ امْرِئٍ وَأَشْأَمَهُ بَيْنَ لَحْيَيْهِ) يَعْنِي لِسَانَهُ ([1]).

 

([1]) أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (19 / 425) برقم: (36571) وابن حبان في "صحيحه" (13 / 25) برقم: (5717) والطبراني في "الكبير" (17 / 85) برقم: (198)   من طريق جرير بن حازم عن الْأَعْمَشِ عَنْ خَيْثَمَةَ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رضي الله عنه.

وهذا الحديث رُوي مرفوعاً وموقوفاً، وصح موقوفاً: فرواه ابن المبارك في الزهد والرقاق وابن أبي شيبة في مصنفه قال: حدثنا أبو أسامة، وابن خزيمة في التوحيد قال حدثنا كُريب، قال حدثنا أبو أسامة. "وابن المبارك، وأبو أسامة" كلاهما عن جَرير بن حازم عن سليمان الأعمش، عن خيثمة بن عبد الرحمن، عن عدي بن حاتم به، موقوفاً.

وخالفهم وهب بن جرير فرواه مرفوعاً، كما رواه ابن خزيمة في التوحيد، وابن حبان في صحيحه، عن أبيه "جرير بن حازم"، عن الأعمش، عن خيثمة، عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره. وقد صحح ابن خزيمة الموقوف، ومما يدل على صحة الموقوف قول ابن خزيمة عُقيب الحديث المرفوع: قال لنا زيد ابن أخزم الطائي: سمعته مرتين مرة رفعه، ومرة لم يرفعه، وقال لنا زيد مرة، وسمعته مرة، وسئل عنه، فقال: لا أهاب أن أرفعه. وهذا يدل على تفرد وهب بن جرير في الرفع، وأنه سبب التفرد. ([1]).

 

من فوائد الحديث:

1-     نبه الحديث على خطورة اللسان، وما تتبعه من آفات تهلك صاحبها بسببه، ولهذا الخطر العظيم فقد بوب أهل العلم في مصنفاتهم باب أسموه باب الصمت وحفظ اللسان.

2-    قوله: (أيمن امرئ وأشأمه) بضم الميم ومعناه اليمن والبركة، و(أشأمه) أي الشؤم. قال الإمام الصنعاني: "(أيمن امرئ وأشأمه) من اليمن والبركة والشأمة ضدها"([1]).

3-    وقوله: (بَيْنَ لَحْيَيْهِ) يعني: "ما بين الفكين", وهو اللسان هو سبب اليمن وسبب الشؤم. وقال المناوي([2]): " أي أعظم ما في جوارح الإنسان يمنا أي بركة وأعظم ما فيها شؤما أي شرا (ما بين لحييه) وهو اللسان واللحيان بفتح اللام وسكون المهملة العظمان اللذان بجانب الفم فقوله أيمن بضم الميم من اليمن وهو البركة وأشأم بالهمزة بعد الشين من الشؤم, وهو الشر وقد مر مراراً أن أكثر خطايا ابن آدم من اللسان وأن الأعضاء كلها تكفره, وأنه أن استقام استقامت وأن اعوج اعوجت فهو المتبوع والإمام في الخير"([3]) .

4-    ومما يستفاد من الحديث كف اللسان وحبسه إلا عن ذكر الله وما فيه مصلحة دينية أو دنيوية.

5-    ومما يستفاد منه أيضاً إن أكثر ما يكون سبباً لدخول النار حصائد الألسن.

 

يوسف طه السعيد

 

 

([1]) انظر: التنوير شرح الجامع الصغير: 4/ 472، (3008).

([2]) محمد عبد الرؤوف بن تاج العارفين ابن علي بن زين العابدين الحدادي ثم المناوي القاهري، (ت 1031 ه). انظر: الأعلام للزركلي: 6/ (204).

([3]) انظر: فيض القدير: 3/ 165، (3022).

([1]) انظر: صحيح الجامع الصغير: 1/ 520، (2666)؛ والسلسلة الصحيحة: 3/ 279، (1286).

التصنيفات

شارك المقال لتنفع به غيرك

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

224647537720518772

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث