iqraaPostsStyle6/recent/3/{"cat": false}

إيضاح الخطيب بما يُفيد السامع

الكاتب: يوسف طه السعيدتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق

 

إيضاح الخطيب بما يُفيد السامع

أَخرَجَ الإمام مُسْلِم مِنْ حَدِيِثِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، أَنَّ رَجُلًا خَطَبَ عِنْدَ النَّبِيِّ "صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"، فَقَالَ: مَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ، فَقَدْ رَشَدَ، وَمَنْ يَعْصِهِمَا، فَقَدْ غَوَى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بِئْسَ الْخَطِيبُ أَنْتَ، قُلْ: وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ ". قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: فَقَدْ غَوِيَ ([1]).

 

من فوائد الحديث:

-  مما يتوجب على الخطيب الالتزام بقواعد اللغة العربية مراعياً بذلك الإيضاح والإيجاز والبسط، واجتناب ما يُعجِم على المستمع من الألفاظ الغريبة والإشارات الموهمة.

-  قال الإمام النووي: "قال القاضي وجماعة من العلماء إنما أنكر عليه لتشريكه في الضمير المقتضي للتسوية، وأمره بالعطف تعظيماً لله تعالى بتقديم اسمه كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر (لا يقل أحدكم ما شاء الله وشاء فلان، ولكن ليقل ما شاء الله ثم شاء فلان) ([2])"، والصواب أن سبب النهي أن الخطب شأنها البسط والإيضاح واجتناب الإشارات والرموز"([3]).

وقال ابن حجر ([4]): (وأما قوله للذي خطب فقال (ومن يعصهما): (بئس الخطيب أنت) فليس من هذا؛ لأن المراد في الخطب الإيضاح، وأما هنا فالمراد الإيجاز في اللفظ ليحفظ؛ ويدل عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قاله في موضع آخر قال: (ومن يعصهما فلا يضر إلا نفسه). فينبغي للخطيب مراعاة المستمع، وتوصيل المراد إيصاله باللفظ المفهوم الواضح الجلي.

 

يوسف طه السعيد

 

([1]) أخرجه: مسلم في صحيحه: /594، (870) من طريق أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبدالله بن نمير، قالا: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن عبدالعزيز بن رفيع، عن تميم بن طرفة، عن عدي بن حاتم رضي الله عنه.

.

([2]) أخرجه: أبو داود الطيالسي في مسنده: 1/ 344، (431)؛ وابن أبي شيبة في مصنفه: 5/ 340، (26690) و(29572)؛ وأحمد في مسنده: 38 /299، (23265) و(23339)؛ وابن ماجه، في سننه: 1/ 658، (2118)؛ والبزار في مسنده: 7/ 251، (2830)؛ والنسائي في السنن الكبرى: 9/ 361، (10754) و(10755)؛ والبيهقي في السنن الكبرى: (3/ 306، (5810) من طريق حذيفة رضي الله عنه.

([3]) انظر: المنهاج شرح صحيح مسلم:6/ (160). ولمن أراد الاستزادة فليراجع: "خطبة الجمعة وأحكامها الفقهية لـــ عبدالعزيز الحجيلان".

([4]) انظر: فتح الباري لابن حجر:1/ (61).

 

التصنيفات

شارك المقال لتنفع به غيرك

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

224647537720518772

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث