iqraaPostsStyle6/recent/3/{"cat": false}

سلسلة تحذير الأنام (2) لا خلاف في أصول الدين

الكاتب: يوسف طه السعيدتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق

 

لا خلاف في أصول الدين

كثير ما نسمع من أهل العلم أن دين الإسلام يشتمل على أصول وفروع، ويقصدون بالأصول علم العقائد، لأنه هو أساس الدين، وشرط في قبول الطاعات، فمن لم يحقق الإيمان بالله تعالى لا يقبل منه عمل، لقوله تعالى: {مَنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَلَنُحۡيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةٗ طَيِّبَةٗۖ وَلَنَجۡزِيَنَّهُمۡ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ٩٧}([1])، يقول ابن أبي العز الحنفي في مقدمة شرحه على "العقيدة الطحاوية": "أما بعد: فإنه لما كان علم أصول الدين أشرف العلوم، إذ شرف العلم بشرف المعلوم، وهو الفقه الأكبر بالنسبة إلى فقه الفروع، ولهذا سمى الإمام أبو حنيفة رحمة الله عليه ما قاله وجمعه في أوراق من أصول الدين (الفقه الأكبر) وحاجة عباد الله إليه فوق كل حاجة، وضرورتهم إليه فوق كل ضرورة، لأنه لا حياة للقلوب ولا نعيم ولا طمأنينة إلا بأن تعرف ربها ومعبودها وفاطرها بأسمائه وصفاته وأفعاله، ويكون مع ذلك كله أحب إليها مما سواه".([2]) انتهى. وعلى ما تقدم فإن مقصدهم بأصول الدين علم العقائد، وما يجب على المسلم اعتقاده في حق الله تعالى ورسله واليوم الآخر، إلى آخر ذلك. ويقصدون بعلم الفروع الطاعات التي تصدر عن الجوارح كالصلاة والزكاة والحج وغيرها.

والصحيح أن أصول الدين ليست هي العلميات بالعقائد فقط، لانَّ الدين ليس فيه تفرقة بين الاعتقاد والعمل، ولم يأت في كتاب الله تعالى ولا في سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- أن الأصول تكون الاعتقاد فحسب، وأن الفروع هي العمل فحسب وإنما جاء هذا التفريق أصلاً من جهة المعتزلة، فهم الذين فرقوا بين الأصول والفروع على هذا النحو. والعلماء من العاصرين مختلفين في ذلك، فمنهم من منعه وعده بدعة منهم الشيخ مقبل الوادعي وابن عثيمين وغيرهم، ومن من ذكره في شروحاتهم دون التعقيب عليه، ولابن تيمية اضطراب في ذلك، فمرة ينكره ولا يعده صحيحاً، ومرة يثبته، وقد وفق الشيخ الفاضل عمر الحدوشي في تأصيل هذا الباب في مقال على الشبكة العنكبوتية. وعليه نود الخلاصة في ذلك أن العلماء منهم من جعل الدين أصول وفروع ومنهم من جعلها واحداً ولم يفرق في ذلك، والذي نذهب إليه أن الأصول والفروع واحد، لا فرق بينهما وذلك أن الفرع منها ما يورد إلى بطلان العمل، ويدلك على بطلان هذا التقسيم أنهم جعلوا من الفروع: الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، مع أن النبي-صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم-جعلها أركان الإسلام أصولاً، وهم يرون أنها فروع ثم يذكرون أشياء يرون أنها من الأصول وهي من الفروع يعني ليست أصلاَ، فمثلاً عذاب القبر من الأصول ولا شك أنه عقيدة لكن هل هو على البدن أو على الروح أو عليهما جميعاً؟ فهذا شيء آخر وهم يجعلونه من الأصول([3]).

 

جمع وترتيب وتعليق

يوسف طه السعيد



([1]) سورة النحل:97.

([2]) انظر: "شرح الطحاوية في العقيدة السلفية" لابن أبي العز الحنفي: 5.

([3]) انظر: "شرح نظم الورقات" لابن عثيمين: 232.

التصنيفات

شارك المقال لتنفع به غيرك

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

224647537720518772

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث