iqraaPostsStyle6/recent/3/{"cat": false}

سلسلة تحذير الأنام (3) الفرق بين الخلاف والاختلاف

الكاتب: يوسف طه السعيدتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق

 

 

الفرق بين الخلاف والاختلاف

قبل الدخول في هذا الباب لابد من التعريج لفائدة هامة وهي بيان الفَرق بين (الخلاف والاختلاف)، ففرق بعض العلماء بين الخلاف والاختلاف في الاصطلاح، وجاء ذلك الفرق من أربعة وجوه ذكرها أبو البقاء الكفوي في كلياته، وهي أن([1]) :

1- (الاختلاف): ما اتحد فيه القصد، واختلف في الوصول إليه، و(الخلاف): يختلف فيه القصد مع الطريق الموصل إليه.

2- (الاختلاف): ما يستند إلى دليل، بينما (الخلاف): لا يستند إلى دليل([2]).

3- (الاختلاف): من آثار الرحمة، بينما (الخلاف): من آثار البدعة.

4- (الاختلاف): لو حكم به القاضي لا يجوز فسخه من غيره، بينما (الخلاف): يجوز فسخه.

وخلاصة قوله: إنه إذا جرى الخلاف فيما يسوغ سمي اختلافاً، وإن جرى فيما لا يسوغ سمي خلافاً.

والتفرقة بين الخلاف والاختلاف بهذا الاصطلاح الذي ذكره أبو البقاء الكفوي وغيره، لا تستند إلى دليل لغوي، ولا إلى اصطلاح فقهي.

فالخلاف والاختلاف في اللغة ضد الاتفاق، فهما بمعنى واحد، ومادتهما واحدة. قال المناوي - رحمه الله -: "الاختلاف افتعال من الخلف، وهو ما يقع من افتراق بعد اجتماع في أمر من الأمور"([3]).

أما في الاصطلاح الفقهي والعلمي فالذي يستقرئ استخدام علماء وفقهاء المسلمين لهذين اللفظين، يجد أن عامتهم لا يفرقون بينهما عند الاستخدام، وإن كانوا يفرقون بين المسائل التي يسوغ فيها الخلاف مما لا يسوغ فيها، مع اختلاف تعبيراتهم عن هذه التفرقة.

والخلاف في الدين: هو التجاذب فيه بالأقوال والأفعال، والمراد به في راسلتنا هنا؛ ما انتهى إلى الخصومة والعداوة والتنازع.

 

 

جمع وترتيب وتعليق

يوسف طه السعيد

 

 



([1]) انظر: "الكليات"، الكفوي، أبو البقاء أيوب بن موسى: 61.

([2]) انظر: "حاشية ابن عابدين على الدر المختار": 4/ 331.

([3]) انظر: "فيض القدير"، للمناوي: 1/ 209.

التصنيفات

شارك المقال لتنفع به غيرك

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

224647537720518772

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث