فضائل ومناقب قريش
الأحاديث في فضائل قريش ومناقبهم كثيرة، فقريش
خُصوا بفضائل دون غيرهم من القبائل قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وهذا مذهب
أهل السنة والجماعة الذين يقولون: بنو هاشم أفضل قريش، وقريش أفضل العرب، والعرب
أفضل بني آدم. وهذا هو المنقول عن أئمة السنة، كما ذكره حرب الكرماني عمن لقيهم
مثل أحمد وإسحاق وسعيد بن منصور وعبد الله بن الزبير الحميدي وغيرهم"([1]).
وقال في اقتضاء الصراط المستقيم: " واعلم أن الأحاديث في فضل قريش ثم في فضل
بني هاشم فيها كثرة، وليس هذا موضعها، وهي تدل أيضاً على ذلك إذ نسبة قريش إلى
العرب كنسبة العرب إلى الناس، وهكذا جاءت الشريعة كما سنومئ إلى بعضه.
فإن الله
تعالى خص العرب ولسانهم بأحكام تميزوا بها، ثم خص قريشاً على سائر العرب بما جعل
فيهم من خلافة النبوة، وغير ذلك من الخصائص، ثم خص بني هاشم بتحريم الصدقة،
واستحقاق قسط من الفيء إلى غير ذلك من الخصائص فأعطى الله سبحانه وتعالى كل درجة
من الفضل بحسبها والله عليم حكيم"([2]).
2- وذكرهم رسولنا صلى الله عليه وسلم بجملة من
الأحاديث نذكر منها:
ما قاله
عليه الصلاة والسلام: " الناس تبع لقريش "([3]).
وقال
عليه الصلاة والسلام: "إن هذا الأمر في قريش، لا يعاديهم أحد إلا كبه الله
على وجهه، ما أقاموا الدين"([4]).
وقال
عليه الصلاة والسلام: " اللهم أذقت أول قريش نكالاً، فأذاق آخرهم نوالاً
"([5]).
- ومن فضائل قريش وعظيم شأنهم عند الله تعالى
وعند رسوله صلى الله عليه وسلم أنه دعى لهم بالبقاء على دين الله تعالى، لا
يرتدّون عنه، ولا يكفرون بالله -عز وجل- ولا برسوله.
ومن
فضائل قريش، وعظيم شأنهم يوم فتح مكة: "لا يقتل قرشي صبراً بعد اليوم إلى يوم
القيامة"([6]).
قال
النووي: قال العلماء: "معناه الإعلام بأن قريشاً يسلمون كلهم، ولا يرتدّ أحدٌ
منهم كما ارتدّ غيرهم بعده "صلى الله عليه وسلم"، ممن حورب وقتل صبراً،
وليس المراد أنهم لا يقتلون ظلماً صبراً، فقد جرى على قريش بعد ذلك ما هو معلوم
والله أعلم "([7]).
وأَن
الله تعالى قد خص قريش بسبع خصال دون غيرهم فقد أخرج الآجري والحاكم في المستدرك
والطبراني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (فضل الله عز وجل قريشا بسبع خصال
لم يعطها أحداً قبلهم، ولا يعطيها أحداً بعدهم؛ فضل الله تعالى قريشاً أني منهم،
وأن النبوة فيهم، وأن الحجابة فيهم، وأن السقاية فيهم، ونصروا على الفيل، وعبدوا
الله عز وجل عشر سنين لا يعبده أحد غيرهم، والإمامة فيهم) قال أبو مصعب: يعني:
قوله عز وجل ( لإلاف قريش ) إلى آخرها([8])، وأخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي عمار
شداد، أنه سمع واثلة بن الأسقع، يقول: سمعت رسول الله" صلى الله عليه وسلم
"يقول : (إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشاً من كنانة،
واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم)([9]).
الخلاصة:
الأصل أن الناس يتفاضلون بالتقوى لقوله تعالى: (إن أكرمكم عند الله اتقاكم )([10])،
وقوله عليه الصلاة والسلام: (ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى). " يا أيها
الناس، ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي
على عربي، ولا أحمر على أسود، ولا أسود على أحمر، إلا بالتقوى أبلغت "، فليس
للعرب والآل فضلٌ بمجرد النسب، وإنما الفضل بالتقوى، ولهذا فإن أبا بكر وعمر
وعثمان أفضل من بني هاشم وسلمان الفارسي وبلال الحبشي أفضل من القرشيين الذين
أسلموا عام فتح مكة باتفاق أهل السنة.
وقد روى
ابن عمر: أن رسول الله" صلى الله عليه وسلم" خطب الناس يوم فتح مكة
فقال: يا أيها الناس إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وتعاظمها بآبائها فالناس
رجلان بر تقي كريم على الله، وفاجر شقي هين على الله، والناس بنو آدم وخلق الله
آدم من تراب قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن
ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ
أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾. رواه
الترمذي وصححه الألباني. وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: خطبنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم في أوسط أيام التشريق خطبة الوادع فقال:(يا أيها الناس إن
ربكم واحد وإن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر
على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى إن أكرمكم عند الله أتقاكم). رواه
البيهقي، وقال الألباني في صحيح الترغيب: صحيح لغيره.
وكتبه
يوسف طه السعيد
02/12/2017
([1])
ينظر: منهاج السنة: 7/ (244). ([2]) اقتضاء الصراط المستقيم: 1/(430).
([3])
أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب المناقب، باب مناقب قريش، 4/ 178، (3495)؛ ومسلم في
صحيحه: كتاب الإمارة، باب الناس تبع لقريش، والخلافة في قريش، 3/ 1451، (1818).
([4])
أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب المناقب، باب مناقب قريش، 4/ 179، (3500).([5]) أخرجه الترمذي في جامعه:
مناقب القبائل، 12/ 127، (4)، وقال: حسن صحيح غريب.
([6])
أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الجهاد والسير، باب لا يقتل قرشي صبرا بعد الفتح، 1/
1409، (1782).([7]) المنهاج شرح صحيح مسلم: 12/ 134، (1782).
([8])
أخرجه الآجري في الشريعة: 5282، (1766)؛ والحاكم في المستدرك: 2/ 584، (3975)؛
والطبراني في المعجم الكبير: 24/ 409، (994) من طريق من طريق عبد الله بن أبي
عتيق، عن سعيد بن عمرو بن جعدة، عن أبيه، عن جدته أم هانئ بنت أبي طالبy.([9]) أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب الفضائل، باب فضل نسب
النبي" صلى الله عليه وسلم"، وتسليم الحجر عليه قبل النبوة، 4/ 1782،
(2276).([10]) سورة الحجرات: من الآية: (13).
إرسال تعليق