iqraaPostsStyle6/recent/3/{"cat": false}

أهمية علم المقالات وأهدافه

الكاتب: يوسف طه السعيدتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق

 

بسم الله الرحمن الرحيم

  الحمد لله والصلاة والسلام على عبده ورسوله ومن سار على دربه ونهج منهجه واستن بسنته إلى يوم الدين، أما بعد.

كل علم من العلوم عامة والشرعية خاصة يستمد أهميته من مدى نفعه، وعلم المقالات أحد هذه العلوم التي أولها علماء الامة قديماً وحديثاً أهمية بالغة ولعلنا في هذه الوريقات نقف على أهم المقومات التي تعطي لهذا العلم أهميته والله المعين وعليه نتوكل.

أهمية علم المقالات

علم المقالات من العلوم البالغة الأهمية والتي ظهرت في وقت مبكر من تأريخ الإسلام، إذ أولاه العلماء بالبحث والسبر والاستقراء والتصنيف، وذلك أنَّه بعد انتشار الإسلام التقى الفاتحون الجدد بأصحاب البلاد التي دخلها المسلمون وكان كثير من أهلها يدينون بنحل شتى، فحصلت مناظرات بين الفريقين وردود وجدل، وكان علماء الدين من المسلمين يردون على المخالفين عند تقريرهم لمسائل الاعتقاد ولم يتركوا مسالة إلا ودرسوها ولا شبهة إلا وفندوها، فعند إثبات الوحدانية يردون على الفِرق التي خالفت فيها بالأدلة الدامغة النقلية والعقلية التي لا تخالف المنقول، وعند إثبات النبوة يردون على المنكرين لها بما يحتاجه المقام، ثمَّ لمَّا اتجهت سهام الفِرق الإسلامية إلى الداخل، وحصلت صراعات بينها بدأ المهتمون بتدوين تلك الآراء من خلال اللقاءات والسماع من الناس فضلاً عمَّا جاء عن الفِرق وأصحابها في بطون كتب التأريخ والطبقات والتفسير وغيرها، مستمدين هذه الأهمية بما  جاء من كلام عن الملل المخالفة والأمم السالفة في القرآن الكريم والسنة المطهرة وفي مواطن كثيرة، ومن هنا يأتي القرآن بوصفه المصدر الأول للحديث عن تلك المقالات، قبل أنْ تصبح علماً مستقلاً على يد أربابه فيذكر لنا من مقالات الناس وأحوالهم وكيفية التعامل والرد عليهم.

أمثلة مقالات السابقين من القران

 من أمثلة ما جاء ذكره من مقالات السابقين في القرآن الكريم قوله تعالى حكاية عن منكري وجود الله تعالى، مبيناً مقالتهم بقوله جل ذكره: ﴿أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾([1])، وذكر الله تعالى مقالة منكري البعث بقوله سبحانه: ﴿وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا﴾([2])، وقوله تعالى في موضع آخر من كتابه: ﴿وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ﴾([3])، وقال تعالى كذلك: ﴿وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ﴾([4])، وذكر سبحانه مقالات اليهود بقوله: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ﴾([5])، وقوله تعالى: ﴿لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴾([6])، وقوله تعالى: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ﴾([7])، وذكر الله تعالى مقالات النصارى بقوله:﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ﴾([8])، وقوله تعالى: ﴿وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ﴾([9]).

أمثلة مقالات السابقين من السنة

      وفي السنة ما جاء من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "لما اشتكى النبي -صلى الله عليه وسلم-، ذكرت بعض نسائه كنيسة رأيناها بأرض الحبشة، يقال لها مارية، وكانت أم سلمة وأم حبيبة -رضي الله عنهما- أتتا أرض الحبشة، فذكرتا من حسنها وتصاويرها، فرفع رأسه فقال: "أُولَئِكِ إِذَا مَاتَ مِنْهُمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا، ثُمَّ صَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّورَةَ، أُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللهِ"([10]).

وجاء من حديث جُنْدُب قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل أن يموت بخمس وهو يقول: "إِنِّي أَبْرَأُ إلى اللهِ أَنْ يَكُونَ لِي مِنْكُمْ خَلِيلٌ، فَإِنَّ اللهَ تعالى قَدِ اتَّخَذَنِي خَلِيلًا كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا. وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أُمَّتِي خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا! أَلَا وَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ، أَلَا فَلَا تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ! إِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ"([11]).

وفي حديث أبي واقد الليثي، قال: خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عندها، وَيَنُوطُونَ بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط. قال: فمررنا بالسدرة، فقلنا: "يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهُ أَكْبَرُ، إِنَّهَا السَّنَنُ، قُلْتُمْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ: ﴿اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ﴾، لَتَرْكَبُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ"([12]).

وغيرها الكثير من مقالات الأمم والأقوام جاء ذكرها في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-، وذلك للتحذير من الوقوع فيما وقع فيه من سبقهم ممن جاء ذكرهم في القرآن الكريم والسنة المطهرة، وهي الغاية من نقل مقالات الأمم السابقة، كذلك الذين كتبوا في المقالات كانت غايتهم التأريخ للفِرق والتحذير من خطورة مقالاتهم التي أدت إلى انحرافات فكرية وعقدية.

المقالات علم استقراء مقالات المخالفين

        وكذلك فإنَّ هذا العلم هو: استقراء مقالات المخالفين، وتبيينها والرد عليها، وهو ثغر عظيم لا ينبغي التهاون فيه، ولم يكن الصدر الأول يتساهلون مع المخالفين خصوصاً ممن خالف الوحيين _ القرآن والسنة _ وفعل الصحابة؛ لما يعلمون من خطورة البدع على الدين، فقد قيل للإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله-: "الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع؟ فقال: إذا صام وصلى واعتكف فإنَّما هو لنفسه، وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين هذا أفضل"([13]).

فبيَّن أنَّ -التكلم في أهل البدع -نفع متعدي عام للمسلمين في دينهم، وهو من جنس الجهاد في سبيل الله؛ إذ تطهير دين الله من الأفكار الدخيلة ودفع بغي هؤلاء واجب على الكفاية باتفاق المسلمين، ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب؛ فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعاً، وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء"([14]).

ضبط مقالات المخالفين مدعاة لردهم بالحجج

     كذلك عدم معرفة أقوال المخالفين معرفة مستوعبة والرد عليهم، الحجة بالحجة، والادعاء بالدليل، والافتراء بالبرهان؛ يمنحهم فرصة ذهبية لنشر باطلهم وصد الناس إلى غير السبيل الصحيح، وهو المحجة البيضاء التي تركنا عليها نبينا -صلى الله عليه وسلم- لما جاء في حديث العِربَاض بن ساريَةَ -رضي الله عنه-، قال: وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا بَعْدَ صَلَاةِ الغَدَاةِ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا العُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا القُلُوبُ، فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلَالَةٌ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ»"([15]).

وعليه فيلزم على الباحثين أن يقفوا على مقالات الفِرق والمذاهب من مصادرهم المعتبرة لا على ما نُقل عنهم، وأخذ النتائج الخارجة عن مناظرات الخصوم بعضهم لبعض، والإلزامات التي نتجت عن تلك المناظرات والجدالات بينهم.

نقل عمر الشِّمَّزيِّ عن واصل بن عطاء قوله: "إنَّ من نِعم الله علينا أنَّ من عابنا يكذب علينا؛ فيقول: يكذِّبون بعذاب القبر والحوض والميزان، ونحن لا نكذِّب بذلك، إلى أشياءٍ كثيرة من هذا الجنس"([16]). وعمر الشمزيّ أو الشمري كما في بعض التراجم هو أحد متكلمي المعتزلة، يروي عن عمرو بن عبيد وواصل بن عطاء.

علم المقالات يبين غرائب المقالات الدخيلة

ومن الغايات الأخرى لدراسة هذا العلم: معرفة الصواب من الخطأ من غرائب الأقوال والمعتقدات مخافة الوقوع فيه جهلاً أم تلبساً بشبهة، فكان حذيفة بن اليمان يقول كان الناس يسألون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، مخافة أنْ يدركني، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللهُ بِهَذَا الْخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَفِيهِ دَخَنٌ، قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ؟ قَالَ قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ، قُلْتُ: فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ نَعَمْ، دُعَاةٌ إلى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ صِفْهُمْ لَنَا، فَقَالَ: هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا: قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ، قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ، قَالَ: فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ، حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ"([17]).

     وقد تنبه علماء الإسلام ومؤرخوه للإشارات القرآنية والنبوية في الكلام عن الملل المخالفة، فاهتموا بهذا الجانب من خلال المناظرات والتصنيف، لمعرفتهم لأهمية هذا العلم، وعليه فعلى الباحثين والمختصين أنْ يتواصوا للعمل بالتالي:

أولاً: حصر مقالات المخالفين التي زاغت عن الصراط المستقيم وتبينها حق البيان بالدليل والرهان والنصح والتحذير منها. {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ}.

ثانياً: رد حجج المخالفين الشرك بالتوحيد، والبدعة بالسنة، والشبهة بالدليل النقلي والعقلي حسب حاجة المقام وهذا من الجهاد باللسان الذي لا يقل أهمية عن الجهاد بالحسام والسهام.

وقال ابن تيمية: " فَالرَّادُّ عَلَى أَهْلِ الْبِدَعِ مُجَاهِدٌ حَتَّى كَانَ " يَحْيَى بْنُ يَحْيَى " يَقُولُ: " الذَّبُّ عَنْ السُّنَّةِ أَفْضَلُ مِنْ الْجِهَادِ" ([18]).

ثالثاً: أن الدعوة إلى عقيدة أهل السنة والجماعة والاجتماع عليها وبيان فساد ما خالفها وشذ عنها والتحذير منهم فيه تكثير للفرقة الناجية المعتصمة بالحق، وفيه أمر بالمعروف، قال ابن تيمية رحمه الله: "ولا يقال: فإذا كان الكتاب والسنة قد دلا على وقوع ذلك ـ الافتراق بين المسلمين ـ فما فائدة النهي عنه؟".

رابعاً: دراسة مقالات المخالفين والوقوف على انحرافهم عن الجادة مهم بمكان، وذلك خوف الوقوع فيه وتحذير الناس منها.

خامساً: بيان صلة الفرق الضالة والآراء المنحرفة المعاصرة بجذورها من الفرق القديمة أهل الأهواء والبدع وكشف حقيقتها وتلبيساتها على الناس، فإن تغيير الأسماء مع بقاء المسميات والمعاني من أساليب الخداع والمكر عند اليهود والزنادقة وأعداء الإسلام. قال ابن القيم رحمه الله ـ بعد كلامه عن التحيل الباطل: "وإنما غرضه التوصل بها إلى ما هو ممنوع منه، فجعلها سترة وجنَّة يتستر بها من ارتكب ما نهي عنه فأخرجه في قالب الشرع."

سادساً: إن عدم دراسة الفرق والرد عليها وإبطال الأفكار المخالفة للحق، فيه إفساح المجال للفرق المبتدعة أن تفعل ما تريد، وأن تدعو إلى كل ما تريد من بدع وخرافات دون أن تجد من يتصدى لها بالدراسة والنقد.

وفقنا الله وإياكم للتمسك بكتابه وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، هذا وبالله التوفيق والحمد لله ربي العالمين.

 

وكتبه

يوسف طه السعيد

 2018م / 1439 هـ

 

 

 

 

 

 



([1]) سورة البقرة: الآية 258.

([2]) سورة الاسراء: الآية 49.

([3]) سورة يس: الآية 78.

([4]) سورة الجاثية: الآية 24.

([5]) سورة المائدة: الآية 64.

([6]) سورة آل عمران: الآية 181.

([7]) سورة التوبة: الآية 30.

([8]) سورة المائدة: الآية 72.

([9]) سورة التوبة: الآية 30.

([10]) أخرجه: البخاري في "صحيحه": 1/93 (427)، و1/ 94 (434)، و2/90 (1341)، و5/50 (3873)، ومسلم في "صحيحه": 2 / 66 (528)، و2/ 66 (528)، و2 /67 (528).

([11]) أخرجه مسلم في "صحيحه" : 2/67 (532)، وابن حبان في "صحيحه":14/334 (6425).

([12]) أخرجه: الترمذي في" جامعه": 4/ 49 (2180)، وابن حبان في "صحيحه": 15/ 94 (6702)، والنسائي في "سننه الكبرى": 10/ 100 (11121)، وأحمد في "مسنده: 9/ 5128 (22315).

([13]) انظر: "مجموع الفتاوى" لابن تيمية: 28/ 231.

([14]) انظر: "مجموع الفتاوى" لابن تيمية: 2/8 232.

([16]) انظر: "فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة: 206 طبعة المعهد الألماني للأبحاث الشرقية.

([17]) أخرجه: البخاري في "صحيحه":4/ 199 (3606)، ومسلم في "صحيحه": 6/ 20 (1847)، و(1847).

([18]) انظر: مجموع الفتاوى: 4/13.

التصنيفات

شارك المقال لتنفع به غيرك

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

224647537720518772

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث