iqraaPostsStyle6/recent/3/{"cat": false}

كيف يتم تحديد اليوم الأول من رمضان ويوم الفطر؟ وأي الدول نتبع؟

الكاتب: يوسف طه السعيدتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق

 

كيف يتم تحديد اليوم الأول من رمضان ويوم الفطر؟ وأي الدول نتبع؟

مما لا شك فيه أن هذا الموضوع من الموضوعات التي تجعل الناس في حرج، خصوصاً الشعوب متعددة المذاهب والمراجع، وكذلك البلدان التي يكون للحاكم تدخل في هذه الأمور لأسباب سياسية أو اختلافات مذهبية وغيرها من الأسباب.

وعليه نرى كل عام كيف تختلف الدول المعاصرة في تحديد بداية شهر رمضان ويوم الفطر، مما يثير تساؤلًا مهمًا عن الناس ولا سيما المهاجرون منهم:

أي دولة يجب أن نتبع؟ 

وللإجابة عن هذا السؤال، لا بد من مراعاة مجموعة من الضوابط التي تحدد الدولة التي يمكن الاعتماد على شهادتها في رؤية الهلال، وهي كما يلي: 

ضوابط اتباع شهادة الدولة في رؤية الهلال:

1. السبق في الشهادة والرؤية:

   تُقدَّم الدولة التي كانت السباقة في إثبات رؤية الهلال، لأن من رأى الهلال حجته قائمة على من لم يره ولم يعلم به، كما هو مقرر شرعًا.  فالمسلم مع من يسبق في الشهادة، وليس مع الذي ينفي.

2. الاهتمام برؤية الهلال والتقويم القمري:

   يُشترط أن تكون الدولة، وكذلك المسلمون المقيمون فيها، معنيين بمراقبة الهلال، ويعتمدون التقويم القمري في تأريخهم أو ممن له عناية كبيرة بهذا الجانب أفراداً ومراكز ومنظمات وأوقاف وغيرها. 

3. الإعلان الرسمي عن رؤية الهلال من قبل المسلمين:

   ينبغي أن يتم الإعلان عن رؤية الهلال من قبل المسلمين أنفسهم، وليس مجرد قرار للحاكم دون مستند شرعي واضح. 

4. عدم تسييس الشعائر الدينية:

   يجب أن يكون الحاكم بعيدًا عن توظيف هذه الشعيرة التعبدية لأهوائه الشخصية أو لأغراض سياسية، فلا يُقدم الصيام أو يؤخره لتحقيق مكاسب سياسية أو شخصية. فبعض الحكام قد يتلاعب بهذه الأمور نكايةً بحكومات أخرى أو الاعتقاد بوجوب مخالفتهم، مما يستوجب الحذر من اتباع شهادتهم المستقلة دون التأكد من مطابقتها لمعايير الشرع. 

سبب تقييد هذه المسألة بهذه الضوابط:

تم وضع هذه الضوابط لسببين رئيسيين: 

1. عدم قبول شهادة غير المسلمين في تحديد الشعائر والمناسك، وهذا معلوم لجميع المسلمين أن غير المسلم لا يمكن اعتماد رؤيته للهلال، إذ من شروط الشهادة أن يكون مسلماً. 

2. انتشار الكذب وفقدان الأمانة في هذا الزمان، كما أشار النبي ﷺ في عدد من الأحاديث الشريفة، مما يستوجب الاحتياط في أمور الدين قدر المستطاع. ومن هذه الاحاديث: حديث ضياع الأمانة، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ:
"
إِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ." قِيلَ: كَيْفَ إِضَاعَتُهَا؟ قَالَ: "إِذَا وُسِّدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ"([1]).

وحديث انتشار الكذب وقلب الحقائق، فقد جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَال: "سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَةٌ، يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ." قِيلَ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: "الرَّجُلُ التَّافِهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ. ([2])"

وكذلك حديث كثرة الكذب قرب الساعة، فقد جاء عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: "إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ كَذِبًا كَثِيرًا، فَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكِذْبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ"([3]).

وحديث قبض الأمانة شيئًا فشيئًا، فجاء عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه، قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حَدِيثَيْنِ، رَأَيْتُ أَحَدَهُمَا وَأَنَا أَنْتَظِرُ الآخَرَ.

قَالَ: إِنَّ الأَمَانَةَ نَزَلَتْ فِي جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ، ثُمَّ نَزَلَ الْقُرْآنُ، فَعَلِمُوا مِنَ الْقُرْآنِ وَعَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ."
ثم أخبر أن الأمانة ستُرفع شيئًا فشيئًا حتى يُقال: "إِنَّ فِي بَنِي فُلانٍ رَجُلًا أَمِينًا"! ([4])

هذه الأحاديث وغيرها تدل على أن الكذب وضياع الأمانة من علامات فساد الزمان وقرب قيام الساعة، وهو ما يستوجب على المسلم التمسك بالصدق والحرص على الأمانة في كل أموره.  والله تعالى أعلم.

وكتبه

يوسف طه السعيد

 

 



([1]) رواه البخاري (6496).

([2]) رواه أحمد (7899) وابن ماجه (4036).

([3]) رواه مسلم (2607).

([4]) رواه البخاري (6497) ومسلم (143).

التصنيفات

شارك المقال لتنفع به غيرك

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

224647537720518772

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث