بيع السلم
بيع السَّلَم (ويُسمى أيضًا: السلف) هو نوع من أنواع البيوع المشروعة في الشريعة
الإسلامية، ويُقصد به:
"شراء شيء موصوف في الذمة بثمن معجّل يُدفع في مجلس العقد، على أن يكون
التسليم (أي تسليم المبيع) في وقت محدد مستقبل."
شرح مبسّط:
هو أن يدفع المشتري
المال الآن (عاجلًا)، في مقابل أن يُسلّمه البائع سلعة موصوفة بعد مدة (آجلًا).
مثال تطبيقي:
شخص يدفع الآن خمسين ألف
دينار لبائع مقابل أن يسلمه 10 أكياس من التمر الجيد من نوع "برحي"، بعد
3 أشهر.
شروط صحة بيع السَّلَم (كما نص عليها الفقهاء):
1.
تحديد المبيع وصفًا وضبطًا مثل: نوعه، جنسه،
وزنه أو كيْله، وجودته.
2.
تحديد أجل التسليم بدقة مثلاً: بعد شهرين في
يوم 1 محرم.
3. دفع الثمن كاملًا في مجلس العقد وهو أهم شرط في بيع السلم.
4.
ألا يكون المبيع معينًا بذاته فلا يصح أن تقول:
أشتري منك هذا القمح الموجود، هذا يكون بيعًا مؤجلاً لا سلمًا.
5.
أن يكون المبيع مما يمكن ضبطه بالوصف، وقابلاً للتسليم في المستقبل.
دليل مشروعية بيع السلم:
قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى
فَاكْتُبُوهُ﴾([1]). وقد استدل بعض الفقهاء بهذه الآية على مشروعية السلم لأنه نوع من الدَّين.
من السنة: عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال: قَدِمَ النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وهم يُسْلِفُون في الثمار السنتين
والثلاث، فقال: "من أسلف في شيء فليسلف في كيل معلوم ووزن معلوم إلى أجل
معلوم"([2]).
حكمة مشروعيته:
1.
تيسير المعاش والتجارة بين الناس، خاصة
المحتاجين إلى السيولة.
2.
نفع المزارعين والصنّاع: حيث يحصلون على المال قبل الإنتاج.
3. تحقيق مصلحة الطرفين بتراضي واضح، وتوثيق الحقوق.
إرسال تعليق