منَّاع لِلخيْرِ
ليس بغريب ولا جديد أن يكون من الناس من هو بخيل أو شحيح، لكن الغريب حين تجد من يمع غيره عن فعل الخير!
بسم
الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين،
والصلاة والسلام على عبده ورسوله، وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه إلى يوم الدين
وبعد:
من الصفات المذمومة
التي حذر منها الشرع الحنيف الحسد والبخل ومنع الخير عن الناس، وذلك أن الإنسان
المؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، ويسعى في نفع الآخرين، امتثالًا لقوله صلى الله
عليه وسلم: "أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ".
وهناك صنف غريب يمنع الخير عن الناس، سواء كان عِلمًا، أو مالًا، أو نصيحة، أو
معروفًا، وهذا مخالف لهدي الإسلام الذي يدعو إلى البذل والعطاء، وقد توعده الله
بالعذاب، فقال: ﴿الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ
وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ
عَذَابًا مُهِينًا﴾([1]). وليس بغريب ولا جديد أن يكون من الناس من هو بخيل
أو شحيح([2])، لكن الغريب حين تجد من يمع غيره عن فعل الخير! وقد
ذكر الله تعالى هذا الصنف من الناس بآيتين:
الأولى: ﴿مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ
مُرِيبٍ﴾.
الثانية: ﴿مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ﴾.
﴿مُعْتَدٍ
مُّرِيبٍ﴾
ظالم، شاك في الله وفي دينه، كثير المنع لما أوجب الله عليه من حق، متجاوز لحدود
الله، شاكّ فيما يخبر به من وعد أو وعيد([3]). يقول ابن كثير: "﴿مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ﴾ أَيْ: لَا يُؤَدِّي مَا عَلَيْهِ
مِنَ الْحُقُوقِ، وَلَا بِرَّ فِيهِ وَلَا صِلَةَ وَلَا صَدَقَةَ، ﴿مُعْتَدٍ﴾ أَيْ: فِيمَا يُنْفِقُهُ
وَيَصْرِفُهُ، يَتَجَاوَزُ فِيهِ الْحَدَّ. وَقَالَ قَتَادَةُ: مُعْتَدٍ فِي
مَنْطِقِهِ وَسِيرَتِهِ وَأَمْرِهِ. ﴿مُرِيبٍ﴾ أَيْ: شَاكٌّ فِي أَمْرِهِ،
مُرِيبٌ لِمَنْ نَظَرَ فِي أَمْرِهِ"([4]).
﴿مَّنَّاعٍ
لِّلْخَيْرِ﴾
بخيل، أو مناع للناس من الإيمان؛ الذي هو الخير كل الخير ﴿مُعْتَدٍ﴾ عليهم بهذا المنع، والإيذاء ﴿أَثِيمٍ﴾ ظالم، كثير الآثام([5]). يقول ابن كثير: "قَوْلُهُ ﴿مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ﴾ أَيْ: يَمْنَعُ ما عليه وما لديه
من الخير ﴿مُعْتَدٍ﴾ فِي مُتَنَاوَلِ مَا أَحَلَّ
اللَّهُ لَهُ، يَتَجَاوَزُ فِيهَا الْحَدَّ الْمَشْرُوعَ ﴿أَثِيمٍ﴾ أَيْ: يَتَنَاوَلُ
الْمُحَرَّمَاتِ"([6]).
عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا مِنْ رَجُلٍ لَهُ مَالٌ لَا
يُؤَدِّي حَقَّ مَالِهِ إِلَّا جُعِلَ لَهُ طَوْقًا فِي عُنُقِهِ شُجَاعٌ
أَقْرَعُ، وَهُوَ يَفِرُّ مِنْهُ وَهُوَ يَتْبَعُهُ "، ثُمَّ قَرَأَ
مِصْدَاقَهُ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ
الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ
بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾([7])، هذا إذا منع
النعمة التي منحها الله الكريم إياه، فما بالك بالذي يمنع من أراد أن يقدم
المساعدة فيمنعه؟!
في عالمنا المعاصر، قد يبدو أن هناك نوعًا من
"المنع" ضد الخير، حيث يتصور البعض أن تقديم المساعدة أو العطاء هو عمل
نادر أو غير عملي. لكن من المهم أن ندرك أن كسر هذا الحاجز يبدأ بفهم أعمق لأسباب
هذا المنع وكيفية التغلب عليه.
فالواجب على المسلم
أن يكون مفتاحًا للخير، مغلاقًا للشر، ساعيًا في نفع الناس، محبًّا للخير لهم، حتى
ينال رضا الله وبركته في الدنيا والآخرة.
فهم دوافع البذل والعطاء
كثيرًا ما ننسى أن
العطاء ليس مجرد عمل خيري عادي، بل هو جزء من الطبيعة البشرية التي جبلت البشرية
عليها. فعندما نقدم الخير للآخرين، نشعر بالسعادة والرضا الداخلي. جاء من حديث عبد
الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أحبُّ الناسِ
إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ"([8])،
هذه المشاعر الإيجابية هي دوافع قوية لنا لتكرار هذا السلوك. لذا، بدلاً من النظر
إلى العطاء كواجب، يجب أن نراه كفرصة للازدهار الشخصي والاجتماعي. قال تعالى: ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ
قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى
الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ
وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى
الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ
وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَٰئِكَ هُمُ
الْمُتَّقُونَ﴾([9]).
التوعية بأهمية التراحم
التراحم بين الناس من القيم العظيمة التي دعا وحثَّ إليها
الإسلام، فهو أساس الترابط المجتمعي، وسبب لنشر المحبة والسلام بين الأفراد. وقد
جعل الله الرحمة صفة من صفاته، فقال: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾([10])، وحثّ نبيه
صلى الله عليه وسلم على التراحم، فقال: "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من
في الأرض يرحمكم من في السماء"([11]).
وكلما ساد التراحم في المجتمع، انتشرت السعادة، وقلت المشاحنات، وزادت الألفة بين
الناس، فالمؤمن رحيم بأهله، وجيرانه، وسائر الخلق، وقد شبه النبي صلى الله عليه
وسلم المسلمين بالجسد الواحد في تراحمهم، فقال: "مثلُ المؤمنين في
توادِّهم وتراحمِهم وتعاطفِهم مثلُ الجسدِ، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ
الجسدِ بالسهرِ والحُمَّى"([12]).
إن التراحم هو أساس العلاقات الإنسانية. فعندما نتعاطف مع
الآخرين ونفهم معاناتهم، نصبح أكثر استعدادًا لتقديم المساعدة. ومن المهم بمكان أن
نتذاكر ونتشارك قصصًا ملهمة عن تأثير العطاء على الأفراد والمجتمعات، وهذا الامر يعزز
من الوعي بأهمية التراحم في حياتنا اليومية. قال تعالى: ﴿وَيُطْعِمُونَ
الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا، إِنَّمَا
نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا﴾([13]).
شمولية تعريف النجاح
في كثير من الأحيان،
يُقاس النجاح بالممتلكات المادية أو المكانة الاجتماعية. لكن النجاح الحقيقي يكمن
في القدرة على إحداث تغيير إيجابي في حياة الآخرين. فعندما نعيد تعريف النجاح
ليشمل العطاء والتأثير الإيجابي، نصبح أكثر انفتاحًا على فكرة أن الخير ليس مجرد
عمل فردي، بل هو جزء من تحقيق الذات. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من
نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن
يسَّر على معسر، يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً، ستره الله في
الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه"([14]).
تحفيز العمل الجماعي
روى مسلم عَنِ
الْمُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَدْرِ النَّهَارِ ، قَالَ: فَجَاءَهُ قَوْمٌ
حُفَاةٌ عُرَاةٌ مُجْتَابِي النِّمَارِ ، أَوِ الْعَبَاءِ مُتَقَلِّدِي السُّيُوفِ
، عَامَّتُهُمْ مِنْ مُضَرَ بَلْ كُلُّهُمْ مِنْ مُضَرَ فَتَمَعَّرَ وَجْهُ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَا رَأَى بِهِمْ مِنَ
الْفَاقَةِ فَدَخَلَ ، ثُمَّ خَرَجَ ، فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ ، وَأَقَامَ
فَصَلَّى ثُمَّ خَطَبَ فَقَالَ: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ
الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ ﴿إِنَّ
اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ وَالْآيَةَ الَّتِي فِي الْحَشْرِ ﴿اتَّقُوا
اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ﴾
تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِنْ دِينَارِهِ ، مِنْ دِرْهَمِهِ ، مِنْ ثَوْبِهِ مِنْ صَاعِ
بُرِّهِ ، مِنْ صَاعِ تَمْرِهِ ، حَتَّى قَالَ: وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ قَالَ:
فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ بِصُرَّةٍ كَادَتْ كَفُّهُ تَعْجِزُ عَنْهَا ،
بَلْ قَدْ عَجَزَتْ قَالَ: ثُمَّ تَتَابَعَ النَّاسُ ، حَتَّى رَأَيْتُ كَوْمَيْنِ
مِنْ طَعَامٍ ، وَثِيَابٍ حَتَّى رَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَهَلَّلُ كَأَنَّهُ مُذْهَبَةٌ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً ،
فَلَهُ أَجْرُهَا ، وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ
يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً
سَيِّئَةً ، كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا ، وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ
مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ"([15]).
ومن فوائد هذا الحديث أن العطاء لا يجب أن يكون عملاً فرديًا.
وإنما يمكن أن يكون جماعياً وهذه وسيلة فعالة لتعزيز التكافل والخير. ويكمن ذلك في
أزماننا من خلال المشاركة في مبادرات مجتمعية أو تطوعية في منظمات نقية معلومة
الحال غير ربحية، يمكن للأفراد أن يشعروا بأنهم جزء من حركة أكبر تساهم في تحسين
العالم. هذا الشعور بالانتماء يمكن أن يكون دافعًا قويًا لكسر حاجز المنع ضد
الخير. قال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا
تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ
شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾([16]).
التركيز على النتائج
عندما يرى الناس
النتائج الملموسة لعطائهم، يصبحون أكثر حماسة لمواصلة هذا السلوك. فمن المهم أن
نظهر لهم كيف يمكن لمبادرات الخير أن تحدث فرقًا حقيقيًا في حياة الآخرين. يمكن أن
تكون القصص والأمثلة الواقعية وسيلة فعالة لإظهار تأثير العطاء. قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: "ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو
إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة"([17]).
دوافع منع الخير للناس
هناك عدة عوامل وأسباب تمنع فاعل الخير للناس،
أو تجعل الانسان يمنع غيره عن فعل الخير للغير، سواء على المستوى الفردي أو
الجماعي. ويمكن تقسيم هذه الأسباب إلى فئات رئيسية، منها:
1. العوامل النفسية والشخصية:
·
الأنانية وحب الذات المفرط: عندما يكون الشخص مهتمًا بمصلحته فقط، قد يتجاهل أو يعيق
الخير الذي يمكن أن يعود على الآخرين.
·
الحسد والبغضاء: هذه المشاعر السلبية تدفع الشخص لتمني زوال الخير عن
الآخرين، وقد تدفعه لعرقلة هذا الخير.
·
الخوف من الفقد أو التغيير: الخوف من فقدان الموارد، المكانة، أو حتى الراحة، قد
يجعل الشخص يمنع الخير الذي قد يؤدي إلى تغيير الوضع الراهن.
·
الكسل والتراخي: ممكن يكون الانسان يريد فعل الخير لكنه يثاقل الى الأرض،
فينتج عن ذلك عدم الرغبة في بذل الجهد اللازم لعمل الخير أو تسهيله للآخرين.
·
اليأس والإحباط: عندما يشعر الشخص باليأس، قد يفقد الأمل في إمكانية حدوث
الخير، وبالتالي لا يسعى إليه أو يدعمه.
·
سوء الظن والتشاؤم: النظر إلى الأمور بمنظور سلبي دائمًا قد يمنع الشخص من
رؤية فرص الخير أو تسهيلها.
2. العوامل الاجتماعية والثقافية:
·
الجهل والتخلف: عدم الوعي بأهمية الخير أو كيفية تحقيقه، أو التمسك
بعادات وتقاليد تعيق الخير.
·
التعصب والتمييز: التمييز على أساس العرق، الدين، الجنس، أو أي معيار آخر،
قد يمنع وصول الخير إلى فئات معينة من الناس.
·
الفساد وسوء الإدارة: عندما تكون المؤسسات فاسدة، يتم توجيه الموارد بشكل غير
عادل، مما يمنع الخير من الوصول إلى مستحقيه.
·
الصراعات والحروب: هذه الأحداث المدمرة تؤدي إلى تدمير البنية التحتية
وتعطيل الحياة، مما يمنع وصول المساعدات والخير إلى المتضررين.
·
الظلم والاستبداد: الأنظمة الظالمة تقمع الحريات وتمنع الناس من فعل الخير
أو المطالبة به.
·
غياب العدالة الاجتماعية: عندما يكون هناك تفاوت كبير في توزيع الثروة والفرص، قد
يُحرم الكثيرون من الخير.
3. العوامل الاقتصادية:
·
الفقر والحاجة: قد يدفع الفقر بعض الأشخاص إلى منع الخير عن الآخرين
بدافع الحاجة أو الخوف من المنافسة.
·
الاحتكار والاستغلال: عندما تحتكر فئة معينة من الموارد أو الخدمات، قد تمنع
وصولها إلى الآخرين أو تستغل حاجتهم.
·
الأزمات الاقتصادية: تؤدي إلى نقص الموارد وتفاقم المشاكل الاجتماعية، مما
يعيق عمل الخير.
4. العوامل الدينية:
·
الفهم الخاطئ للدين: قد يؤدي الفهم الخاطئ لبعض النصوص الدينية إلى منع الخير
بحجة الدين.
·
التطرف الديني: الجماعات المتطرفة قد تمنع الخير عن الآخرين الذين لا
يتفقون معهم في المعتقد.
إن منع الخير عن الناس هو نتيجة لتفاعل
معقد بين العوامل النفسية، الاجتماعية، الاقتصادية، والدينية. وفهم هذه العوامل
وحلحلة اشكالاتها هو الخطوة الأولى نحو التغلب عليها وتعزيز فعل الخير في المجتمع.
أخيراً، إن كسر حاجز منع الخير عنا الناس يتطلب منا أن نعيد
النظر في مفهوم العطاء وأن نراه جزء لا يتجزأ من الحياة البشرية. من خلال التوعية،
والعمل الجماعي، وإعادة تعريف النجاح في هذا المحور، كما يمكننا أن نشجع الآخرين
على الانفتاح على فكرة أن الخير ليس مجرد عمل، بل هو أسلوب حياة: ﴿كُنْتُمْ
خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ
عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾([18]).
هذا وما كان من توفيق فمن الله وحده، وما كان من سهو أو نقص أو
نسيان فمن نفسي والشيطان والله ورسوله منه براء وصلي وسلم يا ربنا على عبدك ونبيك
محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
وكتبه
يوسف طه السعيد
إرسال تعليق